خاطرةٌ عن اللسان بقلمي .
اللسانُ هو الذي ينثرُ لنا فكرَ صاحبهِ , فبهِ يعرفُ , ولهُ يُصغى فأما أن يكونُ .......
لسانٌ ... فصيحٌ في المجمعِ ...ينطقُ فيصمتُ من حولهُ ... لحلاوةِ قولهِ ...ونقاءَ سريرةِ صاحبهِ ... إن جئتَ في الحبِ ... تراهُ يرسمُ المشاعرَ بصدقٍ ولهفةٍ ... مدرسةٌ لمن أصغى إليهِ ... شهدٌ في مجاراتهِ ...صاحبهُ بستانٌ يَسعدُ من رأهُ ...بروائحهِ الزكيةِ ...وفواكهِ اللذيةِ ...وعصافيرهِ الشديةِ ...مطرٌ تفرحُ الأرضُ بقطراتهِ ...فتعانقهُ القفارُ ... بهجةِ بهِ ... وشوقاً للقائهِ ...ترى من حولهُ لا يملُ حديثهُ ... ونبعَ ينابيعهِ ... لأحجارهِ الكريمةِ ...والنادرةِ العظيمةِ ...فيخطفُ من سمعَ قولهُ ... دررهُ البهيةِ ... ولألأهِ الفريدةِ ...لهُ فقط ... كلامهُ من ذهبٍ ... وسكوتهُ من فضةٍ ...فهنيئاً لصاحبهِ ...حبَ من عرفهُ ... وزهاءِ منزلتهِ ... وقوةَ هيبتهِ ...
أما الآخرُ لسانٌ ... يتكلمُ فيجرحُ من ينصتُ لهُ ...مقدمهُ كمدٌ ... وحضورهُ حزنٌ ...وسوداويةٌ قلبهِ يظهرها لنا جنانهُ ... عندَ قومهِ ...قليلُ القدرِ...أمعةُ الخلقِ ... لا يفقهُ ما يقولُ ... لسانهُ خارجٌ عن سلطانهِ ... في الحبِ ... يتصنعُ الكلماتِ ... ويختلقُ العبراتِ ... مشاعرٌ تخدعهُ ...لجهلهِ وفقرهِ ... في المحافلِ ...كلامٌ مقيتٌ ...من دنا ليجلسَ عندهُ هربَ بفورهِ ... لاوزنَ ولا مكيالَ لحججهِ وقولهِ ...يَنتقدُ فلا يُسمعُ منهُ ... ويُنتقدُ ولا يهمهُ ...لهُ من دونِ غيرهِ ...كلامهُ سهامٌ محرقةٌ ...وسكوتهٌ نجاةٌ لمن قابلهُ ...أشقى من عرفهُ ... وأبهجَ من فارقهُ ... فهنيئاً لهُ خفةَ عقلهِ ...