القمر الساطع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القمر الساطع

منتدى القمر الساطع يرحب بجميع البنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم الدراسة النصية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الطائر المجنح
عضوة نشيطة
عضوة نشيطة
الطائر المجنح


عدد المساهمات : 220
نقاط : 404
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
العمر : 23

مفهوم الدراسة النصية  Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الدراسة النصية    مفهوم الدراسة النصية  I_icon_minitimeالأحد مايو 26, 2013 9:01 am

-1 مفهوم الدراسة وأركانها:

يقول الراغب رحمه الله تعالى: درس الدار معناه بقي أثرها، وبقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه، فلذلك فسر الدروس بالانمحاء، وكذا درس الكتاب، ودرست العلم، تناولت أثره بالحفظ. ولما كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبر عن إدامة القراءة بالدرس، قال تعالى: ( بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )(آل عمران: 79)(1).

ويمكن اعتماد هذا المعنى في موضوعنا من جهة كون إدامة القراءة للنص الواحد مرات متعددة سبيلاً إلى الكشف عن مكوناته ومكنوناته.

وعندما نقول القراءة: فهذا اللفظ لا يقف عند حد النظر بالعين إلى النص أو تلفظه باللسان، ولكنه يستلزم النظر بالبصيرة، والعقل والقلب، وجولان القوة المفكرة في ساحة النص، وذلك حتى يتمكن المقبل عليه من معرفة أبوابه وسبله، فيفضي إلى الداخل ويضع يده على المعاني، ويلمح الفوائد فيتصيدها ويقيمها على المعاني، ثم يسعى بعد ذلك إلى استثمار هذا الرصيد فيركب منه ومن غيره نسق المعاني والمفاهيم.

تلكم هي معالم أركان قراءة النص أي دراسته، فهناك التحليل الذي يفتش النص تفتيشا، فالتعليل الذي يصنف نتائج التحليل ويفسرها ويجعل لها مسوغاً في العلم، ثم التركيب حيث الاجتهاد بالبناء والإبداع.

وكل من هذه الثلاثة تحته كلام.

1-2 مفهوم النص:

يشمل النص في معناه العام كل كلام منطوق أو مكتوب في الخطاب العام في جميع المجالات. والمراد به في مجال الدراسة المصطلحية هو الكلام الخاص في تخصص بذاته أو مجال بعينه مما يتضمن المصطلح والمفهوم. فكما أن المصطلح وعاء للمفهوم فكذلك النص وعاء للمصطلح. ومعنى ذلك أن النصوص التي ليست فيها مادة مصطلحية بوجه من الوجوه لا موضع لها في الدراسة المصطلحية، وأنت تلاحظ أن عنوان هذه الكلمة منبهة على هذا، ولذلك نقول الدراسة النصية للمصطلح. ومعنى ذلك أيضاً أنه يستحيل تفهم المصطلحات والمفاهيم حق التفهم في غياب النصوص المتضمنة لها، المعدة إعداداً علمياً يسهل الوصول إليها.

1-3 مفهوم الدراسة النصية:

يقصد من الدراسة النصية كما يقول د. الشاهد البوشيخي:
" 1- دراسة المصطلح وما يتصل به في جميع النصوص التي ورد بها وأحصي قبل بهدف تعريفه واستخلاص كل ما يتعلق به من خصائص وصفات.
2- دراسة المصطلح ضمن أسرته المفهومية المؤالفة والمخالفة بهدف تدقيق الفهم وضبط الفروق والعلاقات. وإذا كانت الدراسة مرتبة حسب الجذور فإنه يضاف في دراسة المصطلح دراسة مادته المصطلحية بهدف حصر المستعمل منه اصطلاحاً وتصنيفه اشتقاقياً ومفهومياً علماً أن التصنيف المفهومي يقدم على التصنيف الاشتقاقي.
وهذا الركن هو عمود منهج الدراسة المصطلحية: ما قبله يمهد له، وما بعده يستمد منه، إذا أحسن فيه بوركت النتائج وزكت الثمار، وإذا أسيء فيه لم تفض الدراسة إلى شيء يذكر. ومدار الإحسان فيه على الفهم السليم العميق للمصطلح في كل نص، والاستنباط الصحيح الدقيق لكل ما يمكن استنباطه مما يتعلق بالمصطلح في كل نص. فالنصوص هاهنا هي المادة الخام التي يجب أن "تعالج" داخل مختبر التحليلات بكل الأدوات والإمكانات، لتقطر منها المعلومات المصطلحية تقطيرا، وتستخرج استخراجا، فمعطيات الإحصاء، ومعطيات المعاجم، ومعطيات تحليل الخطاب المقالية والمقامية معاً، ومعطيات المعارف داخل التخصص وخارجه، ومعطيات المنهج الخاص، والعام، النظري والعملي ... كل أولئك ضروري المراعاة عند التفهم، وكل ذلك مما به يتمكن من المفهوم وما يجلي المفهوم"(2).

وهذا الكلام المقطر ينبه على مسألة في غاية الأهمية، وهي أن النص المتضمن للمصطلح يمثل المجال الحيوي للمصطلح، فالمصطلح يأخذ موقعه في النص بصورته ثم يمتد في سائر أجزاء النص بعروقه وفروعه.

فلا يقبل بحال تناول المصطلح مجرداً عن تتبع ذلك الامتداد الذي ينطوي على كثير من عناصر المفهوم، وأجزاء العلم.

2- أهداف الدراسة النصية:

أعتقد أنه تم التنبه والتأكد مراراً على أن مراحل الدراسة المصطلحية مرتبطة فيما بينها، وأنها يسلم سابقها للاحقها، ويُراجَعُ بلاحقها سابقُها. ومما يدل على ذلك تسمية أستاذنا الدكتور الشاهد البوشيخي لها بالأركان.
ويمكن تلخيص أهداف ركن الدراسة النصية فيما يلي:

2-1 التأكد من اصطلاحية المصطلح المدروس في سائر النصوص باستثناء القرآن الكريم، إذ المفروض في ركن الإحصاء أنه مستوعب لكل مصطلح يلحظ منه قدر من الاصطلاحية داخل مجاله العلمي الخاص، ثم تأتي الدراسة النصية لتحسم في اصطلاحيته وإقامته حيث ينبغي.

وينبني على هذا:

2-2 فرز الاستعمال الاصطلاحي من غيره، واستثناء ألفاظ القرآن الكريم في هذا المقام نابع من كونها مستقلة بدلالتها الربانية الخاصة التي تجعل منها مفردات قوية الاصطلاحية ابتداء.
ولذلك لما لاحظ الإمام الراغب الأصفهاني هذا الملحظ وبنى عليه كتابه كان متفرداً، واعتبر له ذلك، وعد من ميزاته كما نبه عليه الزركشي(3).

2-3 تبين مدى اصطلاحية المصطلح. إذ المصطلحات تتفاوت في طاقتها وقوتها، والدراسة النصية تهدف إلى قياس هذه الطاقة في جميع المصطلحات لوضعها في مواضعها اللائقة بها، وتصنيفها بالحق وترتيبها بالعدل، من أجل بناء النسق الكلي والجزئي.

وهذا الأمر مفيد جداً في دراسة النص القرآني للخروج في نهاية المطاف بشجرة المفاهيم القرآنية.

إن هذا الأمر يستلزم تفهماً سليماً: "تفهماً يستعين بكل ما يؤمن الفهم السليم قدر الإمكان، وأن تطلب مراجعات ومراجعات وتوقف أياماً وليالي، بل شهوراً أحياناً، ويحذر من كل ما يزل ويضل من قصور سابق وخاطر فطير، وتحميل للنصوص ما فوق الطاقة وما أشبه، أي عدم السقوط بها في الإجحاف والتحمل.. تفهماً لا يدرس نصاً ما أو استعمالا اصطلاحياً ما بمعزل عن نظائره ولا يتبين مصطلحاً بمنأى عن أسرته أو عما يأتلف معه ويختلف، فالتضاد والترادف والاقتران والتعاطف والتقابل والتناظر، والعموم والخصوص والإضافة والإطلاق... كل أولئك ضروري المراعاة عند التفهم، وكل ذلك مما به يتكون المفهوم ويتحدد، وإلى هذه المرحلة يرجع الفضل في فرز الاستعمال الاصطلاحي من سواه. وتبيين مدى اصطلاحية المصطلح"(4).

2-4 ضبط مفهوم المصطلح وتفهه وتدقيق تعريفه. فالدراسة النصية لا تكفي بتجلية المفهوم من خلال التفصيل في بيان أجزائه المكونة له والنص على العلاقات المؤثرة فيه، بل إنها تجعل من ذلك مادة لوضع التعريف بل لتدقيقه.

2-5 تحديد خصائص المصطلح وصفاته وعلاقاته وضمائمه، هذا بصفة عامة، مما يأتي تفصيله في العنصر الثالث من هذه الورقة وهو:

3- اهتمامات الدراسة النصية:

للوصول لتلك الأهداف تنصب اهتمامات الدراسة النصية على ما يلي:

3-1 التفهم لكل مصطلح في كل نص. فالعناية بالتفهم ينبغي أن تعطى لسائر المصطلحات بدون استثناء لاستكمال الرؤية، وضبط العلاقات بين المصطلحات وبين النصوص.

3-2 استخلاص كل ما يمكن استخلاصه مما يتعلق بكل مصطلح في كل نص. إذ النصوص هاهنا كما سبق القول: هي المادة الخام التي يجب أن تعالج داخل مختبر التحليلات بكل الأدوات والإمكانات لتقطر منها المعلومات المصطلحية تقطيراً وتستخرج استخراجا، وتستخلص استخلاصا!!

3-3 معرفة أحوال الورود من تعريف وتنكير، وإسمية أو فعلية، وتصنيف ذلك ومراعاته، وذلك لخصوصية دلالة كل حال.

3-4 معرفة حجم الورود جملة، وحسب أحوال الورود على التفصيل، لأنه مما يساعد على الوصول إلى استنتاجات مهمة.

3-5 حصر عناصر المعنى المفهوم أو المعاني إن تعددت ومعرفة نسب حضورها.

3-6 رصد خصائص كل معنى عند التعدد، لبيان الفروق بينها، واستثمارها في بناء النسق.

3-7 رصد الصفات: وفيها يقول الدكتور الشاهد البوشيخي: "إذا تم التعريف، وهو اللب والنواة وبدأ الحديث عن الصفات وهي اللحمة والكسوة. ويتضمن رصد الصفات:

- الصفات المصنفة: وهي الخصائص التي تحدد طبيعة وجود المصطلح في الجهاز المصطلحي موضوع الدراسة، كالوظيفة التي يؤديها والموقع الذي يحتله وغير ذلك.

- الصفات المبينة: وهي الخصائص التي تحدد درجة الاتساع أو الضيق في محتوى المصطلح، ومدى القوة أو الضيق في اصطلاحية المصطلح وغير ذلك.

- الصفات الحاكمة: وهي الصفات التي تفيد حكما على المصطلح، كالنعوت أو العيوب التي ينعت بها أو يعاب وغير ذلك.

فإذا تم رصد الصفات الخاصة بالذات، بدأ رصد العلاقات بغير الذات، مما يأتلف مع المصطلح ضرباً من الائتلاف، أو يختلف معه ضرباً من الاختلاف.

3-8 العلاقات: وتتضمن كل علاقة للمصطلح المدروس، بغيره من المصطلحات ولاسيما العلاقات الثلاث:
- علاقة الائتلاف؛ كالترادف والتعاطف وغيرها.
- علاقة الاختلاف؛ كالتضاد والتخالف وغيرها.
- علاقة التداخل والتكامل؛ كالعموم والخصوص، والأصل والفرع وغيرها.

فإذا ضبطت العلاقات الواصلة للمصطلح بسواه، والفاصلة له عن سواه، أمكن الانتقال إلى ما ضم إلى المصطلح، أو ضم إليه المصطلح؛ مما يكثر نسله المصطلحي، ويحدد توجهات نموه الداخلي.

3-9 رصد الضمائم: وتتضمن كل مركب مصطلحي مكون من لفظ المصطلح المدروس، مضموماً إلى غيره، أو مضموماً إليه غيره، لتفيد الضميمة المركب في النهاية مفهوماً جديداً خاصاً مقيداً ضمن المفهوم العام المطلق، للمصطلح المدروس، فكأن المصطلح بضمائمه ينمو ويتشعب مفهومياً من داخله. وأبرز أشكال الضمائم:
- ضمائم الإضافة؛ سواء أضيف المصطلح إلى غيره، أو أضيف إليه.
- ضمائم الوصف؛ وقد يكون فيها المصطلح واصفاً أو موصوفاً.
فإذا انتهت الضمائم أمكن الانتقال إلى المشتقات.

3-10 رصد المشتقات: وتتضمن كل لفظ اصطلاحي ينتمي لغوياً ومفهومياً إلى الجذر الذي ينتمي إليه المصطلح المدروس؛ كالمجتهد مع الاجتهاد، والبليغ مع البلاغة، ولا يدخل فيها المنتمي لغوياً فقط؛ كالإنفاق مع النفاق، ولا المنتمي مفهومياً فقط كالقصيدة مع الشعر، إذ محل هذه العلاقات.

والمصطلح بمشتقاته من حوله، كأنما ينمو ويمتد مفهومياً من خارجه، وأشكال المشتقات وصورها مشهورة في باب الصرف.

3-11 رصد القضايا: وتتضمن كل المسائل المستفادة من نصوص المصطلح المدروس وما يتصل به، المرتبطة بالمصطلح أو المرتبط بها المصطلح؛ "مما لا يمكن التمكن من مفهومه حق التمكن، إلا بعد التمكن منها حق التمكن. وهي متعذرة الحصر لكثرة صورها وتنوعها من مصطلح إلى مصطلح. وأهميتها لا تكاد تقدر في التصور العام للأبعاد الموضوعية للمفهوم، ولا سيما في بعض العلوم.
ومن أصنافها – كما تقدم – الأسباب والنتائج، والمصادر والمظاهر، والشروط والموانع، والمجالات والمراتب، والأنواع والوظائف والتأثر والتأثير... "(5).

4- أدوات الدراسة النصية:

4-1 الأداة اللغوية: من صرف، ونحو، وبلاغة، ومعجم، وكل ما يساعد على دراسة المقال والمقام.

4-2 الأداة العلمية: معارف التخصص الضيق والواسع.

4-3 الأداة المنهجية (المنهج الوصفي ولكن على بصيرة... مع التدرج من الاستيعاب إلى التحليل فالتعليل فالتركيب).

4-4 الأداة الخلقية: التقوى والإحسان.

ــــــــــــــــــــــ
(1)المفردات في غريب القرآن / درس.
(2)نظرات في المصطلح والمنهج ص:24-25.
(3)البرهان: 2 /173 قال: "وهو يتصيد المعاني من السياق لأن مدلولات الألفاظ خاصة".
(4)مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب: "البيان والتبيين" للجاحظ، أ.د. الشاهد البوشيخي، ص:17.
(5)نظرات في المصطلح والمنهج ص:24-25.


المصادر:
-البرهان في علوم القرآن: لبدر الدين بن عبدالله الزركشي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. منشورات المكتبة العصرية صيدا – بيروت. ط: الثانية، 1391هـ-1972م.
-مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبيين للجاحظ، الدكتور الشاهد البوشيخي، دار الآفاق الجديدة، بيروت. الطبعة الأولى: 1402هـ - 1982م.
-المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني. تحقيق: محمد سيد كيلاني، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط: الأخيرة، 1381هـ - 1961م.
-نظرات في المصطلح والمنهج، الدكتور الشاهد البوشيخي. طبع: مطبعة أنفو – برينت. الطبعة الأولى 2004م.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afaf foufou
المديرة العامة
المديرة العامة
afaf foufou


عدد المساهمات : 1462
نقاط : 1777
تاريخ التسجيل : 19/03/2013
العمر : 23
الموقع : https://zahra-narjas.forumalgerie.net/

مفهوم الدراسة النصية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الدراسة النصية    مفهوم الدراسة النصية  I_icon_minitimeالأحد مايو 26, 2013 11:13 am


شكرااااااااااااا جزيلا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zahra-narjas.forumalgerie.net
 
مفهوم الدراسة النصية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تلاميذ ملا من الدراسة
»  قصيدة التلميذ الجزائري و الدراسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القمر الساطع :: التعليم الثانوي :: قسم السنة الثالثة ثانوي-
انتقل الى: