اقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و رعى الغنم و لعلها أولى
مراتب مدرسة النبوة , فالحق- سبحانه و تعالى- يدرب رُسله –عليهم السلام-
على حسن السياسة في قيادة رعاياهم والصبر في إصلاح أحوالهم
بالعمل في هذه المهنة
التى تحتاج الى دوام المراقبة والرفق في التعامل والحماية وجمع الشمل
وانتزاع روح العداوة والأثرة منها وإحلال المحبة والإيثار بين الرعية
وذلك برعى الغنم أولاً , لأن الغنم مجتمع و أمة فيها القوى والضعيف
و الشقى و الوديع و الصحيح والسقيم والصغير والكبير,
وفي كلٍ دوافع ونوازع
. فإذا ما تمكن الراعي من التوفيق بين هذه الحيوانات العجماء كان أيسر
تمكنا من التوفيق بين العقلاء من بنى الإنسان على اختلاف صنوفهم و
عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه , و قد رعى رسول
الله الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء
خروجه للتجارة :
عندما صار - صلى الله عليه وسلم- شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب
في رحلات تجارية إلى الشام و نظراً لأمانته و صدقه قام بعده رحلات تجارية
إلى الشام ثم قام بعدها برحلات خاصة لحساب السيدة خديجة بنت خويلد ,
التى كرمها الله –تعالى- بان تكون زوجا
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- .